تصدّر اسم المفكر المصري الراحل فرج فودة محرّكات البحث في “جوجل” بعدما ذكر اسمه في منشورات أحد أبطال مسلسل “الاختيار”، الذي يعرض خلال شهر رمضان الجاري.
كان أحمد الرافعي، الذي يجسد شخصية “عمر رفاعي سرور” مفتي جماعة “أنصار بيت المقدس” التكفيرية، في مسلسل”الاختيار“، واجه اتهامات بالتطرف وتبني الأفكار المتشددة، بسبب تدوينة في ذكرى رحيل المُفكر فرج فودة العام الماضي.
وكان الرافعي وصف وفاة فودة بـ”النفوق” خلال منشور له على فيسبوك، ما اعتبره البعض إهانة لشخصية المفكر الراحل.
في التالي أبرز المعلومات عن المُفكر فرج فودة.. الذي اغتيل على أيدي إحدى الجماعات المتطرفة قبل حوالي 30 عامًا:
ولد فرج فودة بدمياط.. وتخصص في الاقتصاد الزراعي
ولد المُفكر المصري فرج فودة، في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا محافظة دمياط، في بداية الستينيات التحق بكلية الزراعة، وتخصص بها في قسم الاقتصاد الزراعي الذي تخرج فيه عام 1967.
استكمل “فودة” دراسته، وحصل على الماجستير في العلوم الزراعية، ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس.
انتقال فرج فودة من التدريس الجامعي إلى العمل العام
ساعدت كفاءة الدكتور فودة على الاستعانة به في عدد من الجامعات العربية، وبعض بيوت الخبرة العالمية، وعامًا بعد عام في مناخ العمل الأكاديمي، جعله يقرر تغيير ذلك قليلًا بقرار افتتاحه “مجموعة فودة للاستشارات الاقتصادية”، المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات.
وبعد نمو الجماعات المتطرفة خلال الحقبة الأخيرة من القرن العشرين، ما جعله ينتقل إلى العمل السياسي العام، وبدأ بالكتابة في بعض الصحف والمجلات القومية كـ”أكتوبر” و”الأحرار”.
انحاز للدولة المدنية.. وواجه التطرف بكتبه ومناظراته
دخل فرج فودة عالم السياسة منذ المشاركة الأولى له في المظاهرات الطلابية الغاضبة عقب هزيمة “يونيو 1967″، ورفض العديد من سياسات عبد الناصر، واتفقت أفكاره الاقتصادية مع السادات، لكنه اختلف مع بعض مناهجه في التعامل مع الإسلاميين.
حمَّل “فودة” الرئيس الراحل أنور السادات، المسؤولية الكاملة حول تفشي تيارات “الإسلام السياسي” وتشعبها داخل المجتمع المصري.
دعا لإنشاء حزب مصري ليبرالي من جذور الشعب، لمواجهة الأحزاب الإسلامية وتياراتها، وشارك في تأسيس حزب “الوفد الجديد”.
اغتيال فرج فودة في يونيو 1992
في مشهد درامي حزين وقاسي يوم الإثنين 8 يونيو عام 1992، كان فرج فودة قد أنهى يوم عمله بمكتبه في شارع أسماء فهمي بمنطقة مصر الجديدة.
وتوجّه بصحبة ابنه إلى سيارته التي تنتظره خارج المبنى، لكن فجأة اعترضته رصاصات كل من أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان؛ اللذان استقلا دراجة بخارية وأطلقا عليه الرصاص الذي اخترق كبده وأمعاءه بينما أصيب ابنه إصابات طفيفة.
حاول الأطباء في المستشفى التي نُقل إليها، إسعافه وعلى رأسهم جرّاح القلب الدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء حينها، وبعد ست ساعات من المحاولات لفظ فرج فودة أنفاسه الأخيرة.
قال مجموعة من الأطباء المعالجين لحالته في الساعات الأخيرة له، إنه ردد هذه العبارة: “يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني”.
Comments
Loading…