علاج فيروس كورونا هو محل اهتمام العالم كله، لمواجهة الوباء الذي يجتاح الكرة الأرضية، ومؤخرًا توصل بعض العلماء لفكرة اختبار تأثير تطعيم السل الذي يبلغ عمره حوالي 100 سنة على “كوفيد – 19”.
ينتشر وباء فيروس كورونا المستجد في العالم بسرعة كبيرة، حاصدًا حتى الآن أرواح أكثر من 30 ألف شخص، وأصاب أكثر من 666 ألف آخرين (حتى كتابة هذه السطور)، بينما تم شفاء حوالي 141 ألف شخص.
تعرف إلى آخر أرقام وأخبار فيروس كورونا في مصر والعالم بالضغط هنا
في التالي نستعرض التطورات الجديدة في أبحاث كورونا.. وعلاقة تطعيم السل بالقضاء على الوباء المستجد:
تطعيم السل يكافح انتشار فيروس كورونا؟
أجرى مجموعة من الباحثين في معهد مردوخ لأبحاث الطفل بأستراليا، دراسات بحثية حول مدى تأثير لقاح السل على فيروس كورونا المستجد، لما له من دور في تعزيز جهاز المناعة ضد الكثير من الفيروسات.
ظهر تطعيم السل للمرة الأولى قبل نحو قرن لمكافحة مرض بكتيري، إلا أن أبحاث جديدة ترى احتمالية قدرته على مكافحة “كوفيد – 19″، ومنع العدوى بشكلٍ كبير.
بعض الدول بدأت تدرس إمكانية تجربة التطعيم على العاملين في مجالات الرعاية الصحية، وكبار السن، بما أنهم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروس كورونا المستجد.
تبدأ هولندا باختبار تطعيم السل على 1000 من العاملين في القطاع الطبي بـ 8 مستشفيات، وسيتلقى بعضهم إما “BCG” لقاح السل، أو دواء وهمي آخر.
اقرأ أيضًا: ما هي حقيقة تأثير كورونا على خصوبة الرجال؟
تطعيم BCG يعطي مؤشرات ناجحة على فئران التجارب
تم تجربة اللقاح المطور من التطعيم الذي أنتج لأول مرة لمواجهة مرض السل البكتيري، على أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية التي تصيب الفئران، وأظهرت النتائج ضررًا أقل للرئتين لدى هذه الحيوانات.
كما أثبتت الدراسات أن معظم البلدان التي لاتزال تعطي لقاح السل لأطفالها في أعمارهم الأولى، هي الأقل الآن في نسبة الإصابة بفيروس كورونا، والأعلى في معدلات الشفاء، وهذا يرجع لآداء “BCG” الجيد ضد الفيروس.
يستطيع تطعيم السل، في تعزيز خلايا الدم البيضاء – الجهاز الدفاعي للجسم – ليساعد في قدرتها على التعامل مع 99% من العدوى.
الأطباء يحذرون من تناول أدوية الملاريا والسل بدون استشارة طبيب
حذر وزير الصحة المصرية الأسبق، الدكتور محمد عوض تاج الدين، من استخدام الأدوية الخاصة بعلاج الملاريا والسل، في مكافحة فيروس كورونا أو الأعراض المشابهة له، دون استشارة الطبيب.
وأشار إلى أن التناول الخاطئ لهذه الأدوية قد يؤدي للإصابة بأمراض أخرى كالفشل الكلوي أو الكبدي، حيث أن آثارها الجانبية خطيرة.
اقرأ أيضًا: شائعات كورونا أخطر من الفيروس.. تعرّف إليها
تطعيم السل لم يقي الصين وإيران من فيروس كورونا
على الرغم من حديث الأبحاث عن فعالية التطعيم ضد السل في أفريقيا والشرق الأوسط في مواجهة “كوفيد – 19″، إلا أن “BCG” لم يقي الصين أو إيران من الفيروس المستجد.
وتعد الصين وإيران من الدول الملتزمة بإعطاء أطفالها التطعيم في المراحل الأولى من الولادة وحتى 6 أشهر، فمن الواضح أن للأمر أبعاد أخرى.
أوضحت مراجعة أجرتها منظمة الصحة العالمية على لقاح السل “بي سي جي” عام 2014، أن اللقاح قد يكون إحدى عوامل تقليل الوفيات الإجمالية لدى الأطفال، لكن الثقة في النتائج المتعلقة به منخفضة للغاية.
صلاحية تطعيم السل في جسم الإنسان
يأخذ الأطفال لقاح السل في سن مبكرة، للحماية من الإصابة بمرض الجهاز التنفسي الأخطر، الذي يعد واحدًا من أبرز 10 أسباب للوفاة في العالم.
يقول المتخصصون، إن تطعيم السل، لا يؤمن من الإصابة بالمرض بنسبة 100%، لكنه يعزز المناعة ما يساعد في منعه بنسبة 80% وتخفيف تأثيره على 20% من الأشخاص، وحسب هذا الرأي فإن فعالية اللقاح تستمر لحوالي 10 سنوات من التطعيم.
ويوضح رأي طبي آخر أن التطعيم ضد مرض السل أو الدرن، لديه قدرة عالية في تنبيه الجهاز المناعي بشدة ضد الكثير من فيروسات الجهاز التنفسي، ويبقى تأثيره مدى الحياة في معظم الأشخاص، كما يستخدم في علاج بعض سرطانات المثانة لقوة تأثيره على الجهاز المناعي للجسم.
ما هو تطعيم السل أو الدرن الذي سينقذ البشرية من فيروس كورونا؟
يعد لقاح السل من أقدم اللقاحات التي يستخدمها البشر حتى الآن، ويصل عمره لحوالي 100 سنة، حيث تم اكتشافه عام 1921 من قبل الباحثان الفرنسيان “كالميت” و”جورين”.
ظهرت أهمية اللقاح بعد الحرب العالمية الثانية، لنجاحه في حماية ملايين الأطفال من الإصابة بالدرن، وهو عبارة عن جرعة تحفيزية لجهاز المناعة في الجسم، وليس لقاح أجسام مضادة.
يعمل لقاح السل أو “BCG” عن طريق حقن بكتريا ضعيفة جدًا من عائلة “السل”، أسفل جلد الكتف الأيسر للإنسان، لا تؤثر هذه البكتريا على الجسم لشدة ضعفها، وإنما بدورها تشعر الجهاز المناعي، بوجود هجوم عليه ما يجعله يتجهز للحماية.
بعد القضاء على البكتريا الضعيفة، يكون الجهاز المناعي للشخص الحاصل على التطعيم، تعرف على العدو وأخذ استعداده الدائم، فإذا تعرضت للبكتريا في أي وقت لا تصاب بها، وإذا تمكنت من إصابتك ودخول جسمك تتخلص منها المناعة بسرعة دون ظهور أعراض مرض.
Comments
Loading…