فتاة تطلق أغنية راب سعودية قبل حوالي أسبوع، تتغنى من خلالها بقوة وجمال فتيات مكة وحصلت على أكثر من 82000 مشاهدة، لكن في الوقت ذاته تعرّضت الفتاة لمجموعة من الانتقادات اللاذعة حول ضوابط الذوق العامة.
في التالي نتعرّف إلى قصة أغنية راب سعودية أثارت الجدل في المملكة:
كلمات الأغنية

تم عرض تلك الأغنية على يوتيوب في 12 من فبراير الجاري، إذ تتغنى كلماتها بخصال فتيات مكة كالعلم والكرم والجمال.
تقول كلمات الأغنية: (أنا بنت مكة أصيلة وعشانها تشقى، وفي وقت الشدائد ما نتكى، يشد بي الظهر، تلاقيني على الدكة، فل وكادي الشعر مسقى).
وبحسب ما ذكرته بعض وسائل الإعلام السعودي، الأغنية تم تصويرها على طريقة الفيديو كليب، وذلك في مقهى أغلب العاملين فيه من النساء، في بدايته تظهر مغنية محجبة، عرفت عن نفسها باسم أصايل.
بالإضافة إلى ذلك تضمن الفيديو عروض فنية راقصة، قام بتأديتها أولاد وفتيات صغار السن على أسلوب بريك دانس.
وبمجرّد ان انتشرت الأغنية في السعودية انهارت عليها مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة، إذ أفرغ روادها غضبهم على القائمين على إعدادها.
اقرأ أيضًا: 4 سعوديات في حملة إعلانية لـ”Adidas” في السعودية
لستن بنات مكة

وفوراً تصدّر هاشتاق (#لستن_بنات_مكة) ضمن قوائم المواضيع الأكثر تداولًا على تويتر. وعبَّر معظم المتفاعلين عن استيائهم من مضمون ومحتوى الأغنية، غذ اعتبرونها “شكلًا من أشكال الانحطاط اللغوي والابتذال الفني”.
وأبرز ما أثار غضب رواد السوشيال ميديا كلمة “الدكة” التي ذكرتها المغنية في مطلع الأغنية، ووصفوها بالمستفزة. إذ ترمز الدكة إلى المكان المرتفع المعد للجلوس واستقبال الضيوف في اللهجة الحجازية.
ومن الواضح أن المغنية استخدمت هذه الكلمة كدلالة على المكانة الرفيعة التي تمكنت بنت مكة من الوصول إليها، إضافًة إلى عملية التحرر التي شهدتها المملكة السعودية مؤخرًا.
واعتبر الكثيرون أن هذه الأغنية تسعى إلى طمس هوية المجتمع الحجازي المحافظ، وأكدوا أن العروض الراقصة في الفيديو كليب لا تتناسب مع قداسة المدينة. كما لاقت التغريدات صدى عند السلطات، فقد أمر أمير منطقة مكة بإيقاف المشاركين في العمل، معللًا سبب قراره أن الأغنية متنافية مع تقاليد أبناء مكة، وتسيء إليهم.
ونشر حساب إمارة منطقة مكة توجيهات بالتحقيق مع المنتجين وتطبيق العقوبات اللازمة بحقهم.
من يعطي ضوابط الذوق العام في السعودية؟
لكن لم يتفق الجميع في تفسير مفهوم الذوق العام واحترام العادات، إذ أن هناك من استنكر التوجيهات بإيقاف القائمين على الأغنية، ويرى المدافعون أن هذه التوجيهات تتعارض مع رؤية السعودية 2030.
وغردت إحدى السيدات: “يبدو أن منتجي الأغنية رغبوا في تحقيق عدد من المشاهدات فقط، فأغنيتهم فارغة المدلول، ورغم ذلك أرفض إيقافهم، فلا أراها إباحية، ثم كيف تعينون أنفسكم أوصياء على الذوق العام ومن يحمي العادات”.
في حين أن مغرد آخر استشهد بالمادة 6 من نظام مكافحة الجرائم الالكترونية والتي تنص على معاقبة كل شخص يقوم بإرسال أو نشر مادة تمس بالنظام العام، أو الآداب العامة، أو القيم الدينية عبر شبكات الانترنت، بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامة مالية تقارب 3 مليون ريال سعودي.
ويؤمن السعوديين أن الانترنت أساس لجيل جديد في السعودية لا يقبل الوصاية، وله أساليبه وشعاراته للتعبير عن ذاته بطرق تختلف عمن سبقه.
وأضافت السعودية مؤخراً عدة حفلات فنية ضمن خطة إصلاح يقودها ولي العهد تهدف إلى تغيير صورة المملكة في الخارج.
Comments
Loading…