أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عن انتهاء أعمال ترميم وتطوير قصر البارون استعدادًا لافتتاحه في فبراير 2020 المقبل.
وأكدت الوزارة في بيان لها، أنه سيتم إعادة تأهيل لـ”قصر البارون امبان” ليصبح معرضا يروي تاريخ حي هيليوبوليس.
تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة و الاثار الاعمال النهائية لمشروع ترميم قصر البارون بحي مصر الجديدة و ذلك تمهيدا…
Gepostet von Ministry of Tourism and Antiquities وزارة السياحة والآثار am Freitag, 17. Januar 2020
ويشمل القصر في صورته الجديدة، على مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسامات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة (هيليوبوليس و المطرية) عبر العصور المختلفة.
تطوير قصر البارون الأول منذ انشائه

ويعد هذا التطوير بالقصر هو الأول منذ انشائه عام 1911، والذي قوبل بالنقد اللاذع من الجمهور المصري.
اقرأ أيضًا: اعرفهم قبل السفر.. المتاحف الأكثر زيارة في العالم
من جانبها ردت “الآثار”، على الانتقادات، بأن اللون الذي استخدم لطلاء وجهات القصر هو اللون الأصلي “الطوبي القاتم”.
وأكدت أنه يبقى القليل من التعديلات حتى يكون القصر جاهز لافتتاح أكتوبر.
كما أكدت مؤسس البارون امبان أنَّ اللون الذي استخدمته الآثار هو اللون الحقيقي للقصر.
La polémique sur la couleur de la restauration du palais du Baron Empain est injustifiée. Le palais a été construit dans…
Gepostet von Amélie d'Arschot am Donnerstag, 22. August 2019
لهذا القصر وصاحبه البارون إدوارد إمبان مؤسس مصر الجديدة هليوبوليس (مدينة الشمس) حكاية طويلة، نتعرَّف عليها في التالي:
المليونير المهندس ادوارد امبان مؤسس أول مترو في التاريخ
نشأ في البلجيك لعائلة ارستقراطية، درس الهندسة وبرع فيها إلى أن أصبح أحد أهم مهندسي القرن التاسع عشر.
اقرأ أيضًا: عشان زيارتك الجايّة.. اعرف أهم المتاحف الأمريكية
عشق إمبان السفر، ولم يترك بلدًا إلا وترك فيها أثره ولمساته، ورسمت أفكاره خرائط جديدة لهذه البلدان.

هو مؤسس “مترو باريس” في فرنسا، وهو أول مترو في التاريخ، فاستحق مقابله الكثير من الأموال بالإضافة إلى لقب “البارون”.
أطلق ملك فرنسا “نابليون الثالث” على إدوارد إمبان لقب “البارون” والذي يعني “الحر النبيل” تقديرًا لمجهوداته في تطوير فرنسا.
البارون امبان مؤسس أول بنك صناعي
لم يتوقف عقل إمبان يومًا عن التفكير في مشاريع عديدة، فبعد الانتهاء من عمل مترو باريس عام 1880، أدرك أهمية وجود هيئة مصرفية تسهل عليه تداول الأموال بين شركة الإنشاءات الخاصة به والدول التي يقيم بها المشاريع.
فأسس في موطنه الأصلي بلجيكا أول بنك صناعي خاص به عام 1881.
ذاع صيته في العالم وانطلق لتأسيس خطوط للمترو في العديد من البلدان، وكانت مصر من ضمن محطاته.
في طريقه إلى القاهرة، تعرض لوعكة صحية في الهند، لكنه أحيط بعناية كبيرة من أهلها، حتى مثل للشفاء.
مدينة الشمس التي أحبها وطلب أن يدفن في ترابها

منذ أن وطأت قدماه أرض مصر عام 1904، وقع في غرامها “من أول نظرة”، فلم تكن مصر محطة لواحد من مشروعات المهندس الماهر وفقط.
قرر البارون إدوارد إمبان البقاء في مصر المدة الباقية من حياته، وحتى بعد مماته، فطلب في وصيته، أن يدفن في تراب مصر، حتى وإن مات خارجها.
اختار البارون من صحراء شرق القاهرة مقرًا لإقامته، أحب شمسها، فأطلق عليها اسم “هليوبوليس” أي “مدينة الشمس”، وهي ما تعرف الآن “مصر الجديدة”، وبنى هناك قصرًا ضخمًا صمم بحيث “لا تغيب عنه الشمس”.
اقرأ أيضًا: عجائب الدنيا السبع الحديثة.. “المسيح الفادي” ومساجد الهند وأهرامات المكسيك
وطلب من الدولة إنشاء خط مترو يربط هليوبوليس بالقاهرة، وهو ما عرف فيما بعد بـ “ترام مصر الجديدة”، والذي أغلق من فترة قصيرة.
كما أنشأ العديد من المنازل والفنادق على الطراز البلجيكي ليجلب إلى “مدينة الشمس” العديد من الأرستقراطيين أبناء وطنه الأم.
قصر البارون.. لا تغيب عنه الشمس
بعد عامين من البحث عن المكان المناسب لإقامة قصر إقامته بمصر، استقر المهندس إمبان على الصحراء القريبة من القاهرة ناحية الشرق في اتجاه قناة السويس.
واشترى البارون مساحة 25 كم مربع من صحراء شرق القاهرة بقيمة جنيه للفدان الواحد، وذلك بالاتفاق مع الإنجليز في ذلك الوقت.
وبنى أولا قصره “البارون” الذي أراد أن يكون أفضل قصر في العالم! فاختار له تصميمًا فريدًا ومتميز، وهو خليط بين الطراز الهندي والعربي والأوروبي.
تم بناؤه على مدار 5 سنوات من قبل مجموعة ضخمة من المهندسيين الإيطاليين والبلجيكيين، بتوجيهات من البارون إمبان.
أصر إمبان على أن يجعل الشمس متواجدة طوال النهار في القصر لا تغيب عنه أبدًا، فصمم النوافذ والسلالم لتخدم هذا.
كما بنى برجًا ملحقًا بالقصر على قاعدة متحركة من التروس و”البلي”، تجعله يدور دورة كاملة كل ساعة، يستطيع من يجلس في شرفة البرج التمتع بمشاهدة القاهرة كاملة.
طراز هندي عرفانًا بالجميل.. وغرفة وردية لا تفتح لأحد
طلب البارون إدوارد إمبان من مهندس القصر أن يجعلوا وجهات القصر على الطراز الهندية عرفانًا لما قدمه الشعب الهندي له من عناية في مرضه.
كما تظهر العديد من التماثيل الهندية في أرجاء القصر، إضافة إلى التماثيل اليونانية، أما نوافذ القصر فصممت على الطراز العربي الإسلامي.

وفي دهاليز القصر كانت الغرفة الوردية بقصر البارون، والتي منع من استخدامها أي شخص، واكتشف بعد وفاة إمبان، أنها كانت تحتوي على نفقًا يوصل القصر بكنيسة البازيليك التي أنشأها بعد القصر ودفن فيها.
Comments
0 comments