مضى على إطلاق رؤية 2030 بالسعودية أكثر من عامين، ومنذ لحظة الانطلاق التي كانت في أبريل عام 2016 بواسطة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز.
وجاء تعريف رؤية 2030 على الموقع الخاص بالمملكة، “أنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا”.
ويأتي شعار رؤية 2030 بالمملكة السعودية “أمة طموحة”، مبنيًا على ثلاثة محاور هما: (العمق العربي والإسلامي – قوة استثمارية رائدة – ومحور ربط القارات الثلاث).
وتشهد المملكة تغييرات وتطويرات واسعة في مجالات عِدة، اجتماعية وثقافية وبالطبع اقتصادية.
يعد الاقتصاد هو أهم محاور رؤية 2030، حيث تسعى المملكة للتحول من بلد نفطي إلى بلد يعتمد على مصادر متنوعة للدخل المحلي، ولذلك تظهر رؤية 2030 مليئة التفاصيل التي تعبر عن ذلك الهدف الكبير والرئيسي.
ووفقًا للرؤية فالانتقال إلى الاهتمام بقطاعي الترفيه والسياحة يمثلان عاملان أساسيان في خطوات دعم وتقوية الاقتصاد الوطني بعيدًا عن الاقتصاد النفطي الذي عاشت عليه السعودية طوال تاريخها.
ومن أهم تلك المشاريع التي تضمها رؤية 2030، بناء مُدن الترفيه العملاقة، مثل مدينة “القدية الترفيهية”، والتي تُعد أول مشروع من نوعه في العالم يُقام على مساحة 334 كم.
كما سيتم إنشاء مدينة سفاري ضخمة، حيث تسعى المملكة أن تكون تلك المدينة أهم مركز لمحبي الترفيه، ورواد الأنشطة الرياضية والترفيهية في العالم مستقبلًا.
اقرأ أيضًا: السعودية تاسع أقوى دولة في العالم وإسرائيل رقم 8.. فين مصر؟!
لكن ماذا عن الاقتصاد، وكيف ستصنع رؤية 2030 اقتصادًا قويًا وشاملًا للمملكة؟.. نتحدث عن ذلك فيما يلي:
خفض الدعم (أول خطوات تنفيذ رؤية المملكة)
منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، اتخذت الحكومة خطوات عديدة خلال الشهور الماضية، بهدف بناء اقتصاد وطني قوي.
أبرز هذه الخطوات كان البدء برفع الدعم بشكلٍ تدريجي وخاصة الدعم المقدم للمواد البترولية، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
كما تم فرض ضرائب القيمة المضافة على السلع والخدمات مما يساهم في تعزيز الموارد المالية للدولة.
رسوم على الوافدين لتعزيز رؤية 2030
وبالنسبة للعمالة والاستثمار في السعودية فكانت هناك إجراءات مختلفة.
أبرز تلك الإجراءات، كان فرض رسوم على العمالة الوافدة ورفع رسوم الإقامة لعائلاتهم، وذلك بالتزامن مع تطبيق نظام التوطين أو “السعودة”بشكلٍ أوسع وعلى قطاعات عديدة.
والتوطين أو ما يمسى بـ”السعودة”، هي طريقة لتقليل العمالة الأجنبية بالمملكة، مع إعطاء مزيد من الفرص لأبناء الوطن “السعوديين”.
قرارات الحكومة لـ رؤية السعودية 2030: رسوم الأراضي البيضاء
وفي الإطار ذاته، للسير قدمًا في تحقيق اهداف رؤية 2030، اهتمت الحكومة أيضًا بإصدار حزمة من القرارات الاقتصادية.
تهدف القرارات لصنع بيئة مُحفزة وداعمة للحراك التنموي، ومن أهم تلك القرارات:
- فرض رسوم على “الأراضي البيضاء”، وذلك وفقًا لشروط وآليات مُحددة.
- وتم أيضًا إصدار خطوات تنظيمية ومبادرات تحفز المستثمرين على تأسيس وممارسة الأعمال التجارية.
- تأسيس مركز “مراس” لخدمات الأعمال، وهو عبارة عن موقع إلكتروني، ومركز خدمات لتقديم الخدمات الحكومية في مجال الأعمال التجارية، حيث أن أول فروعه افتتحت في الرياض.
يمكّن “مراس” المستثمرين من إنشاء سجلًا تجاريًا، وكذلك الاشتراك في الغرفة التجارية، وأن يكون لهم ملف في التأمينات الاجتماعية وهيئة الزكاة والدخل، وأيضًا يمكّنهم من إصدار رخصة البلدية، وإلغاء الوكالات، وفتح حساب بنكي.
التوازن المالي وتشجيع الاستثمارات في رؤية المملكة 2030
من أبرز الإصلاحات المالية التي جاءت في رؤية 2030، برنامج “التوازن المالي”، ويعتمد هذا البرنامج الشمولي على استثمارات صندوق الاستثمارات العامة.
كما يعتمد البرنامج على سياسة مالية خاصة بفرض الرسوم على العاملين وغيرها من المبادرات والإصلاحات المهمة التي يشهدها النظام الاقتصادي المحلي.
كما تسعى المملكة السعودية من خلال الرؤية إلى فتح السوق على مختلف المستويات للاستثمارات المختلفة.
و تسير الحكومة في طريق التشريع لقوانين ولوائح جديدة تهدف إلى تشجيع خدمة المستثمرين السعوديين والأجانب لتقوية الاقتصاد الوطني السعودي.
مشروع “نيوم” الداعم الأكبر للاقتصاد من أبرز اهداف رؤية 2030
يحظى مشروع “نيوم” بدعمٍ كبير من الحكومة السعودية، حيث سيكون واحد من أهم المشاريع في العالم خلال الفترة المقبلة.
وستكون مدينة “نيوم” السياحية والترفيهية في مقدمة مؤشر أفضل مدن العالم ملاءمةً للعيش، في رؤية 2030.
ومن المنتظر أيضًا أن تكون مركزًا مهمًا لاستقطاب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، حيث ستكون مساهمة بشكلٍ كبير في الناتج المحلي للمملكة.
كما يهدف المشروع لتطوير قطاعات اقتصادية رئيسية ومهمة في المستقبل.
ويعمل المشروع بالتوازي مع قطاعات من شأنها أن تُعالج مشكلة التسرب الاقتصادي في المملكة.
وأيضًا سيتم دعم هذه الشركات التي تستثمر في المشروع من صناديق تنموية.
اقرأ أيضًا: لو مسافر السعودية لازم تزور “مدينة الزهور” الأسطورية
ومن أبرز النتائج الإيجابية التي تُشير إلى سير الاقتصاد السعودي بشكلٍ صحيح على خُطى رؤية 2030، تصنيف البنك الدولي للاقتصاد السعودي كثاني اقتصاد في مجموعة “العشرين” من حيث الإصلاحات الاقتصادية لعام 2017.
أما عن رؤية 2030 للتعليم في المملكة فجاءت على النحو الآتي:
سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل
تسعى المملكة في وضع خطة لتطوير التعليم الذي يعد الركن الأساسي لبناء رؤية 2030، من خلال عدة نقاط:
- بناء فلسفة جديدة للمناهج وطرق التدريس، وذلك من خلال برامج تأهيل المعلمين مهنيًا.
- بناء بيئة مدرسية محفزة تهدف إلى جذب الطلاب للتعليم وذلك مرتبط بخدمات مساندة.
- توفير فرص للتعليم قبل الابتدائي من الحضانات ورياض الأطفال، وتفعيل ارتباطها مع منظومة التعليم.
- تحسين البيئة الإدارية واعتماد التوجه غير المركزي، في إطار يخدم المنظومة التعليمية.
Comments
Loading…